الحياة كلها خيارات .. الاسم الذي يحمله كل منا كان خيارا بين مجموعة اسماء.. الكلية التى درسنا بها كانت اختيارا بين عدة كليات ، القسم الذى اخترناه لتخصصنا كان اختيارا بين عدة اقسام.
فى بحثنا عن شريكة الحياة كنا امام عدة خيارات بين الشكل والمضمون وبين الوجاهة والاصل ، وبين زواج الصالونات والزواج عن حب ، كانت امامنا وصية نزار وكاظم الساهر اختاري الحب او اللاحب فجبن ألا تختاري.
تزوجنا وهذه سنة الحياة فأصبحنا أمام مجموعة جديدة من الخيارات.. هل أذبح لزوجتى القطة ، أم أعاملها بود ورفق ، هل اطلعها على كل أسراري أم احتفظ لنفسى ببعض الأسرار؟ هل أعاملها معاملة سى السيد أم أعاملها كشريكة حياة بالمودة والرحمة؟ هل اخلص لها إخلاصا تاما أم أترك مساحة للهوى وخفقان القلب.
فى رحلة العمل واجهتنا خيارات كثيرة بين العمل بالطاقة القصوي والعمل والسلام بالحد الأدنى ، وكان علينا الاختيار بين الخط المستقيم والخط المعوج ، بين التمسك بالصدق والحق والحفاظ على الكرامة وبين المطاطية والنفاق ، بين الترقى بالعمل والإخلاص والترقى بالنفاق ووسائل مشبوهة ، وكان علينا الاختيار عندما وصلنا إلى مراكز قيادية ، بين تشجيع الكفاءات للعمل معنا وبين إحاطة انفسنا بعديمى الكفاءة ضمانا لعدم منافسة احد لنا فى المستقبل. بعبارة أخرى كان علينا الاختيار بين العمل على خلق صف ثان قادر على تحمل المسئولية وبين عرقلة ظهور أي قيادات جديدة ضمانا لعدم اقتراب أحد من الكرسى الذى نجلس عليه.
ونحن نمسك القلم لنكتب تواجهنا أصعب الخيارات نطلق العنان لاقلامنا أم نكبح جماحها ، نقول الحق ونتحمل النتائج أم نسكت عن قول الحق فنكون مثل الشيطان الأخرس ، نكتب بوضوح ام نكتب بالشفرة لأولى الالباب.
زوجتى الفاضلة تضعنى كل يوم أمام الاختيار المتكرر: ماذا أعد اليوم على الغداء وفى رمضان يأتى السؤال ماذا أعد على الإفطار. كما تضعنى أمام اختيار أي قناة وأى مسلسل تحب من مسلسلات رمضان الكثيرة جدا؟ اخترت الكبير اوي الجزء السادس والاختيار ٣ ، قالت هل تتوقع ان تتواصل سلسلة مسلسل الاختيار ونرى الاختيار ٤ والاختيار ٥ والاختيار ٦ ؟!
أجبتها لا أعرف ، الشيء الوحيد المؤكد أننا سنظل طالما نحيا ، أمام سلسلة من الاختيارات وخاصة الاختيار بين نكون أو لا نكون ، نفكر أم نعطى عقولنا إجازة.. نتمسك بإنسانيتنا أم نتخلى عنها.. نتعاطف مع الضعفاء والمساكين والمظلومين ، أم نتقوقع على أنفسنا ونكتفى بالدعاء لأعدل العادلين.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج